عندما تمردت على الواقع المفروض عليها، اختارت الفنانة نيللي مقدسي
الطريق الأصعب، تركت شركة روتانا، واتجهت إلى الانتاج الخاص، الذي قلّص
حضورها على الساحة الفنية، مقابل استعادة استقلاليتها التي دفعت ثمنها
الكثير. خطواتها الفنية لم تكن ثابتة، تنقلت بين اكثر من مدير اعمال لتعود
الى كنف عائلتها التي آمنت بموهبتها ودعمتها، وتحملت عنها مشقات الدرب
الوعرة، لتعود نيللي وتتألق بعد اجتيازها الخيار الاصعب، وثباتها في
موقعها رغم المنافسة الشرسة، التي لا تملك من مقوماتها سوى صوت جميل،
وأرشيف غني وخيارات فنية راقية.
ماذا تحدثينا عن نشاطاتك الفنية؟
لا أستطيع الابتعاد عن لوني، من خلاله
حققت نجوميتي
احضر حالياً لاغنية جديدة من كلمات ملاك والحان محمد عبد المنعم، كما
استعد لاختيار أغنية من جان صليبا وهي أغنية تركية أو يونانية، لا اعرف
لغاية الآن لأني سأجتمع بجان قريباً.
جان صليبا انفصل أخيراً عن الفنانة ميليسا، فهل يسعى الى التعاون مع نيللي لتكون بديلة عن ميليسا؟
(تجيب مستغربة) جان ترك ميليسا؟ لم اعرف بالموضوع بعد، فأنا نفسي كنت على خلاف مع جان وحدثت بيننا قطيعة.
كان الخلاف بسبب اعلان.. اليس كذلك؟
نعم، وهو اعترف انه تصرف بشكل سلبي واعتذر مني وانتهى الخلاف، خصوصا اني
لم أسئ إليه ولم أنكر عليه حقه في الاعلان، كما لم أنكره على أحد غيره.
مصالحتكما هل هي ردة فعل من جان على خلافه مع ميليسا؟
بالطبع لا، لأننا تصالحنا منذ فترة، وهناك صفاء في النوايا أصلا.
لو اقترح عليك ان يقدمك بأسلوب جديد على طريقة ميليسا شرط الابتعاد عن اللون البدوي، ماذا ستكون ردة فعلك؟
لا أستطيع الابتعاد عن لوني، من خلاله حققت نجوميتي، وهذا اللون هو الذي
صنع اسم نيللي مقدسي. كما ان جان كان مديرا لاعمالي لفترة بسيطة وهو ليس
مدير أعمال بقدر ما هو منفذ ألبومات، وهو الابرع في اختيار ال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لان اذنه موسيقية.
وماذا لو طلب منك ان يكون مديرا لاعمالك؟
مديرا لأعمالي!! لا.. لا اعتقد.
من يدير أعمال نيللي؟
والدي في الوقت الحاضر هو من يدير اعمالي، وقد اثبتت التجربة انه ابرع من
ادار اعمالي لأنه يتعامل معي بمنطق المحبة والحرص وليس بمنطق المادة.
تعاملت مع جاد صوايا، ثم انفصلت عنه، فهل تركك جاد لانشغاله بخوض
الانتخابات النيابية، ام انت تركته لانك لم تجدي اعماله مناسبة لك وهو
المخرج المعروف بميله للاثارة؟
هو يتركني؟ بالطبع لا، أنا وجاد جلسنا كثيراً وتباحثنا وفي المحصلة لو كان
جاد ينوي ان يكمل طريقه الفني كان سيكمله معي أنا، خصوصا انه منذ بدأنا
العمل معاً انهى كل ارتباطاته الفنية، لأن هذا كان شرطي الأساسي منذ
البداية، كما انه ابدى استعداده للارتقاء فنيا. واحسست انه كفؤ وارتأيت ان
اعطيه فرصة واعطي لنفسي فرصة ايضا، لكنني شعرت ان الأمور لن تسير بالشكل
الصحيح فتخليت عن فكرة التعاون معه.
لماذا؟
لا اندم على أي تجربة، لأني اتعلم منها،
كما انه لم يسبب لي أي أذى لأندم
ثمة أمور لا نستطيع تغييرها، مثالاً على ذلك علاقتي بروتانا، لا تستطيعين
ان تغيري روتانا وسياساتها ولا تستطيعين تغيير نيللي وسياسة نيللي. هي
روتانا وأنا نيللي.. هو جاد وأنا نيللي.
كنت تعلمين اصلا انه هو جاد وانت نيللي.. فالتعاون بينكما بحد ذاته كان غريبا. لا يهم، كانت تجربة فحسب. تندمين عليها؟
لا ابدا، لا اندم على أي تجربة، لأني اتعلم منها، كما انه لم يسبب لي أي أذى لأندم.
هل انتهت علاقتكما على خلاف؟
لا ابداً، فقد حضر حفل عيد ميلادي منذ يومين وهو اعتزل الفن نهائياً.
ذكرت روتانا ضمن حديثنا، هل كان لك الحظ بترك الشركة وحفظ ماء الوجه بعد ما اصاب الشركة من وهن وبدأ نجومها يغادورنها؟
اشعر بالحزن على روتانا، ولقد قلت ذلك من قبل، فكما اخاف على نفسي وعلى
فني اخاف على روتانا كشركة أمضيت معها فترة طويلة، خصوصا ان وجودها من
وجود فنانيها. واشعر بالاسف على روتانا لأنني احبها.
تحبينهم على الرغم من ان القيمين عليها اعلنوا ان ألبوماتك لا تحقق نسبا جيدة من المبيعات بما يعني انك عبء على الشركة؟
لم يهاجمني أحد، وكل هذا الكلام ورد على لسان جان صليبا، عندما اسمع سالم
الهندي يقول مثل هذا الكلام، قد ارد عليه بصورة مناسبة. لا أريد ان اهاجم
أحدا الآن، لكن على سيرة بيع الالبومات، لا اعتقد ان وائل كفوري الذي ترك
روتانا لا يحقق نسبة مبيعات جيدة، وكذلك نوال الزغبي واصالة التي تفكر
بترك روتانا التي تعلم جيدا انني من اكثر الفنانات من جيلي مبيعا
للالبومات.
ثم أي بيع نتحدث عنه في عصر الانترنت؟
كيف سيبيع الالبوم اذا لم يعرف الجمهور بوجوده اصلاً، واذا عرض الكليب على
روتانا لمدة شهر فقط؟ اذا كان هناك بد للحديث عن هذا الموضوع، هناك عدة
عوامل تساعد في انتشار الالبوم.
هل أعاقت روتانا مسيرتك الفنية؟
لم تعق مسيرتي الفنية، لكنها في فترة من الفترات ابقتها على حالها، لم
تعطني شيئاً لأتقدم في وقت كنت أريد فيه ان انجح اكثر.. انا انضممت الى
روتانا في بداياتي، لم ادخل روتانا نجمة كما كانت إليسا، أي انني لم ادخل
روتانا وأنا ناجحة مسبقا لاحقق نجاحا اكثر، انما دخلت روتانا لأبحث عن
نجاحي.
ألم تساعدك روتانا؟
الفنانات اليوم لم يعدن حقيقيات،
اصبحن مقلدات
ساعدتني بقدر استطاعتها ولكن ليس كثيرا، روتانا لديها 200 فنان وسيمضي وقت طويل قبل ان يصلني الدور. وهذا ليس طموحي.
روتانا تسيطر اليوم على سوق المهرجانات. الا يجعل هذا نيللي بعيدة عن المهرجانات؟
بالتأكيد وهذا أمر طبيعي.. فلن تتصل روتانا بي بينما فنانوها بالكاد
يظهرون في المهرجانات وليس جميعهم.. بعض الأسماء فقط تتكرر في معظم
المهرجانات والحفلات. لكنني لن ارضخ للامر الواقع، فهكذا نجحت وسأكمل طريق
النجاح.
بدأت الفن منذ سبع سنوات تقريبا، ما الذي تغير على الساحة الفنية منذ ذلك الوقت؟
الأمور للأسف تسير نحو الاسوأ.. في السابق كان كل شيء يتم بمحبة، لكن الان
لا ادري ربما اصبحت ارى الامور بشكل اوضح ولم اكن اراها كذلك سابقا. هناك
اناس يعرقلون مسيرة الفنان وهناك اشاعات تطارده.
وجودك على الساحة الفنية اليوم، هل هو كما تريدين ام ان طموحك اكبر؟
بالطبع طموحي اكبر بكثير، لكنني اعمل ما بوسعي وقد اصدرت آخر اغنية منذ
خمسة اشهر، لكنني اعمل لأطلق اغاني منفردة خلال فترات متقاربة كي لا أغيب
عن الساحة الفنية.
في السابق كان الفنانون يعتمدون على الالبومات. والآن مع ضعف الانتاج
اصبحت الشركات تعمتد على اصدار الاغاني المنفردة، هل تعتقدين ان زمن
الالبومات ولّى؟
لا ليس تماما.. هناك اناس ما زالوا يفضلون الالبومات.
هل تشعرين بحنين الى زمن البدايات؟
نعم كثيرا، الفنانات اليوم لم يعدن حقيقيات، اصبحن مقلدات، وأصبحت
العارضات مطربات ومن ثم اصبح الجميع يغني، ولم يعد بامكان احد التمييز بين
الفن والرقص والاغراء.
على سيرة الاغراء، ثمة من يصنف كليباتك ضمن هذه الخانة؟
الاغراء في كليباتي ليس مقصودا ولا متعمداً، انا اقدم نفسي بالصورة التي
تخدم اغانيّ واعمل على تقديم لوحات راقصة استعراضية، اعتمد فيها على
الجمالية الفنية وليس على الاغراء الرخيص.